جميلة هي أيام فصل الشتاء خاصة بالنسبة لمُحبي الطقس و التقلُبات الجوية، ولعل أجمل ما فيها هي لحظات اجتماع العائلة، للإحتماء من لسعات البرد القارسة التي تتسلل إلى عظام الجسد.
وعلى مسافة ليست ببعيدة عنا هناك من الفقراء من لا يجد أبسط مقومات الحياة في فصل الشتاء الذين يسكنون منازل مُتهالكة، يُصارعون أمعاءهم الخاوية بأجسادٍ أنهكها البرد، برودة قارسة تتسلل من كُل مكان ، فلا يملك ربُّ الأسرة ما يُشعل به ناراً لتدفئة أطفاله.
الفقراء والمحتاجون ممن يعيشون تحت الخط الأحمر، لم يجدوا من يتكفل بحرمانهم، ولم تسعفهم كرامتهم من التوجه نحو طلب العون والصدقة من أجل احتمال موجة الصقيع .
فلنكن سفراء لمساعدة الفقراء واللاجئين الذين يرتجفون من البرد؛ لنؤدي دورنا الإنساني، لنشعر بطعم العطاء وسعادته وشعارنا دائماً
طريق الخيرات للجنات .
تتغير تسمياتهم وحقهم ثابت
قد نختلف في تسميتهم بين حين وآخر، فحينا الأشخاص ذوو الإعاقة وحينا المعوقين وأحيانا أخرى ذوي الإحتياجات الخاصة ومؤخرا الأشخاص المعوقين. اولئك الذين يبلغ تعدادهم ما يقارب المليار شخصا أي ما يعادل 15 بالمئة من سكان العالم.
وليس الجوهر في تسميتهم واقعا – ما لم يمثل إساءة لهم، أو مساسا بكرامتهم أو تقليلا من شأنهم أو هدرا لحقوقهم – وإنما في حقوقهم التي لا يختلف عليها، تلك الحقوق التي كفلتها لهم القوانين والمواثيق الدولية، حقوقهم الأساسية خصوصا في العلاج والتعليم والتأهيل بما يكفل كرامتهم وكرامة أسرهم التي هي لهم أولا وآخرا.
فتحتفل الأمم المتحدة والعالم باليوم الدولي للأشخاص المعوقين في الثالث من كانون الأول من كل عام منذ العام 1992 والذي يهدف إلى نشر الفهم لقضايا الإعاقة وحقوق الأشخاص المعوقين التي تتحقق من خلال إدماجهم في جوانب الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والثقافية لمجتمعاتهم. كذلك تعبئة الجهود من أجل المساهمة في تحقيق تمتع الأشخاص المعوقين بحقوق الإنسان الكاملة والمتكافئة في مشاركاتهم واندماجهم وأفراد أسرهم في الأنشطة كافة.
فخلال الأعوام الأخيرة الماضية، حدث تغير كبير في مقاربة حقوق الأشخاص المعوقين على الصعيد العالمي، من أجل حمايتهم وضمان تمتعهم بنفس معايير المساواة والحقوق والكرامة التي يتمتع جميع الأشخاص الآخرين بها. فكان إطلاق ونفاذ إتفاقية حقوق الأشخاص المعوقين التي أطلقت إشارة إلى تحول جذري من المناهج التقليدية المرتكزة على العمل الخيري والقائمة على النموذج الطبي، إلى نهج قائم على حقوق الإنسان وهو النموذج الإجتماعي والذي يعتبر بحد ذاته تحديا كبيرا أيضا. حيث أن الأشخاص المعوقين ليسوا مرضى أو عاجزين، بل إن المجتمع هو الذي يعجز عن إدماجهم وتقبلهم وكما يعجز عن الاستفادة منهم من خلال التعرف على قدرات أو مواهب لديهم يمكن تنميتها واستثمارها بحيث يتكيفون مع مجتمعاتهم رغم التحديات، بل ربما يفوقون غيرهم من غير المعوقين.
وفي هذا السياق، يعيش ما يقارب الـ 6200 شخصا معوقا في مجتمع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان باختلاف فئاتهم وإعاقاتهم في غالبيتهم مهمشين ويعيشون في فقر مدقع تتلاعب بهم الظروف الإقتصادية الصعبة، التمييز والقوانين المحلية الجائرة وغياب المرجعيات المسؤولة رسميا عن رعايتهم.
وأخيرا، لا بد من التأكيد على الحرص على الإعتراف بحقوق هؤلاء الأشخاص الإنسانية، وحمايتها من خلال الأطر والمرجعيات المعنية.
الأستاذ هشام العلي
مدير المشاريع في جمعية المرأة الخيرية، صور
الإنسانية العدد السادس